:: ترنيمَةٌ غزّاويّـة ::

السبت، 3 يناير 2009


أشرَقتْ عليهمُ الضّياءُ , لا كمَا كانتْ تُشرقْ
ضبَابُ الغدرِ كان يُخفي في بيَاضِهِ وجعَ الصّباح
و آهاتٍ
و آهاتٍ ويحَ قلبِـي تُوجعُ الصّفا لوما أحسَّها
حدّثتهُم السّماءُ بأبجديّة النّار
و هُم على نارٍ و ألف نار
نارُ الحصار تُخنْدِقُهُم
و نارُ الجوعُ تأجّج بينهم
و نارُ السماءِ , يا لنارِ السّماء !!
ألا ما للأطفالِ غزّة ؟
ما للشّيوخ غزّة ؟
ما صياحُ الثكالى يا غزّة ؟
ما دموعُكِ ابنةَ هاشم ؟!
غزّة , أجيبي !
ياا غزُّةُ أجيبي !!
ضحكَتْ صباحاتُ السّماءِ لهِيبَا
و غدَا السّلامُ على الجموع غريبا
و تعثّرَ الوعدُ الجميلُ فجُرَّحتْ
بسمَاتهُ , و عدَا إليّ نحيبَا
لم يبْلغِ الحُلُمَ السّلامُ , و إذْ يدٌ
وأدتهُ كي ينمُو السّلامُ حروبا
حتّى الشّتاء أهلَّ يسقينا اللّظى
سُقيا , و نشربُ خيرهُ ترطيبا !
هذي حصادات السّكوتِ , كأنّما
صُغتمْ دماءَ الخائفينَ صليبا
.
و جلستُ أنظرُ للضّحايا
هذه
فقدتْ فتاها
هذه
فقدتْ أباها
هذهِ
فقدتْ حِماها
كلّ غزّة تشتكي فقداً أتاها
.
قلّلي بربّكَ
أينَ أربابُ الدّيار ِ
يقلّبون الحُزنَ آمالاً و طيباً ؟!!
جبنوا و ربّي يا رفحْ
يا وردةً تبكي
فتذرفُ أعينُ الأقلام أشلاءَ الفرَح
تسطو على نوم الصّغارِ
فتسرقُ الأحلامَ
و الآمالَ
و الأنغامَ
منكِ على وضَحْ
.
إيهٍ رفَحْ
ما للصّغارْ ؟
هربتْ طفُولتُهم
و شاخَ الحُزنُ و اتّكأ الجدارْ !
و الطّفلْ
يغفو على أرضِ الدّيارْ
و لربّما
بل ربّما نامت ْ على الطّفلِ الدّيار !!
.
إيهٍ رفَحْ
يا لؤلؤَ البحرِ العتيقْ
يا قُبّةَ الأمجادِ
هل خانَ الصّديق ؟
عبّاسْ
عبّاسْ
عبّاسَ نامَ
فمزّقي الأوتارَ قد خانَ الصّديقْ !
و تجمّعي عندَ الحدودْ
آهٍ و ما بالُ الحدودْ ؟!!
و تجمّعي عند الحدُودِ
فموعدٌ قد آنَ تكتُبهُ الخلودْ
إمّا الشّهادةُ يا رفحْ
أو نصرُهُ
و اللهُ أوفى للعُهُودْ
لا قرّ للجبناءِ جفنٌ
من أبيبَ
إلى الشآم
إلى المحيطِ
إلى ثمودْ !
و النّصرُ قد أضحى قريبا .


إلقاء بسيط ,,

حمزة الميداني
27.12.2008

خريفٌ مزهر

الخميس، 21 أغسطس 2008

بلقى الأحبّة تُستطبُّ العلّةُ
و العينُ إن جادتْ تعودُ فتصمتُ
و الليلُ مهما طال أشرقَ بعدهُ
فجرٌ تعالى نورُهُ يتشتَّتُ
تيكم هي الأيام تكتبُ لحنها
موتٌ و ميلادٌ و تُعزَف نغمةُ
لا شمس تولد في المدى أبديّةً
و العمرُ شمسٌ للمغيبِ توقِّتُ
و الليل لا يُجليه إلا ضدّهُ
و الشوقُ لا تُطفيه إلا النّظرةُ
لي في ديار الشام قرّةُ أعينٍ
أهلٌ و صحبٌ هُم و نعمَ الصُّحبةُ
لي في الجنوب أميرةٌ أسكنتُها
قصر النجوم به إليهِ القبلةُ
يا أيُّها اليرموك هاك مدامعي
ثوباً نسجُت لصدركم , فتلفَّتوا !
أوتذكر الشّادي على أعتابكم ؟
أم غاب في سِفرٍ به من يشمتُ ؟
سارتْ إليك و للسهول قصيدةٌ
كالليل يغفو كي يقومَ الصَّفوةُ
هذي هي الفيحاء تدمعُ عينها
سهراً على جرحٍ جفاهُ الأسوةُ
يا شام نارك في الفؤاد مَقاتلٌ
أرأيتِ قلباً نابضاً يتفتَّتُ ؟
مرّي على بردى فعند فروعهِ
خبّأتُ بعض سعادةٍ تتفلَّتُ
و إذا بلغت حماة نادي خافقي
و لتشربي العاصي إلى ما يُسحتُ
داري أمامَ أبي الفداء مناجماً
أعيى الزّمانَ مُنقباً يتشلّتُ
و لترجعي بنسيم أمي و الصِّبا
و رحيق كل مكوَّنٍ لا يُمقتُ
ليلٌ سيرقدُ في سرير صباحنا
و الحبُّ في الأيام لا يتشتّتُ
و البدر بدرٌ لن يزيدَ مقامَهُ
إلا لقاءٌ في ضياهُ يُبيَّتُ
فلنستر الدُّنيا ببردةِ قلبنا
يا طالما حمل الفؤاد و يسكتُ :"/
فلنُسكت الدُّنيا بدمعة عيننا
فلكم أسرناها كأنّا نُنحتُ
فلنحمل الدنيا بآهاتنا التي
قُتل الغرام بها و قيل لنا اصمتوا
سرٌّ هي الأكوان يخفتُ نجمها
ما بالُ نجم جراحنا لا يخفتُ ؟!
مات الزمان , و ربما اغتيل اغتيا
لاً , و الأسى لم تشتملهُ الزّلّةُ
قالوا انتهت , فأجبتهم فلتنتهي
يا كم رأتْ بالشّعر منّا المقلةُ

على مشارف الرّحيل

السبت، 5 يوليو 2008

كان الصّباح على غير عادته في هذا الشّهر , مُسفراً عن وجه السّماء كأنّه لا يغار عليها من نظرات البشر !

كان مشرقاً رغم البرد القارس

أمّا هو , كان على يقين أن الشّمسَ ستشرقُ بعد ساعةٍ من الآن

و أنّ ثغرَ الظّلام سيبتسمُ عن صبحٍ جديد جعلهُ الله معاشا

وكان اليقين الأكبر الذي سكنه حينها ..... أنّهُ لن يرى المكانَ مرّةً أخرى !

أنّ الذّكريات و أنوارَ الهناء أزمعت الرّحيل , وأنّ القمرَ ناجاهُ تلك الليلة مودّعاً إيّاهُ إلى ما شاء الله .

أمّا أنا , نعم رأيتُه تلك الليلة ....

كانت غرفتهُ مُضاءةً حتّى الفجر

لا تسألوني ما الذي حرم عينيه الدّامعتين من النّوم !

كلّ ما أجيد سردهُ لكم أن لم ينم , و أنّهُ في قرارة نفسهِ تمنّى لو ينامُ إلى الأبد !



أسفرَ الصَّباح , وماز الخيطُ الأبيضُ أخاهُ الأسود


وركضتْ أصواتُ المؤذّنينَ فوق سلالم الأفق , تبعثرُ في جنباتها " الصّلاةُ خيرٌ من النّوم " .


"" النّوم !!


نعم , سمعتُ هذا الاسمَ من قبل


بل و ذقتُهُ سنين حسبتهُ فيها سُفرةً للراحة , لا يشبع المرء راحةً إلا من أطباقها ! ""


ثم انتهى الأذان


وعادتْ ذرّاتُ الهواء ترمّمُ الصّدع الذي أحدثهُ الأذانُ فيها .


تُعالج الجرحى , وتدفُنُ في لوعةٍ موتاها !


كان هو كذلك يعالج جراحه , و في ذات لوعة أولئك يدفن الدّموع في مقابر خدوده .


"" رباهُ رحمتك


جراحٌ وموتى يا مولاي


لكن , لماذا ؟ ""


وأرخى مرّة أخرى ستار حسرتهِ على تلك الجراح .


و أرخى معها ستائر غرفته الزّرقاء , و حمل الحقيبة !


سار في منزله غريباً , تراهُ الأشياء فتنكمشُ أنفاسها خوفاً


وتراهُ اللا أشياء فتنكمشُ


و يرى نفسهُ .... أيضاً حين يراها ينكمش !


ألقى على " الصّالة " نظرةً حملتْ بين رموشها حنان الكون وقالتْ : هل من مزيد ؟!


أشاح بوجهه خجلاً وهو يهبط الدرجات




كانت روحه تتعثّرُ كلما هبط درجة فيلتقطُها و قد زادتْ فيها الجراح

مرّة يلملمُ روحهُ و أخرى يحمل فؤاده

وفي كلّ مرةٍ تغُورُ فيهما الآلام لتمتصَّ بقايا الهناء فيهما !

ولتُبرهنَ له - بمنطق الجبروت - أن الأمرَ لا محالةَ مقضيّ .

وقف على تلك الدرجات ليلتفتَ إلى الوراء

و عادَ يخطُو , لكن إلى أعلى هذه المرّة !

و أنا .... كأنتُم تماماً في تلك اللحظة

ظننتُ الزّمانَ استدارَ و أعلن التّمرُّد

سمعتُ - و أكادُ أقسمُ - في عزف خطواتِهِ سيمفونيّةً ارتجفتْ لها كلّ الأماكن

عاد مرّة أخرى إلى تلك الصّالة يسقيها نبع الحنانَ كُلّه

ثمّ سارَ حتّى توقّفَ هناك ...

أمام الباب الوحيد الذي لم و لا يوصد , باب الحنانِ و الدّفءِ الواسع .

يُلقي نظراتِهِ - رغم الظّلام - على الوجه الحبيب

ركضتْ في تلك الغرفةِ رموشُهُ تُقبّلُ أمّهُ النّائمة

كان واقفاً عند الباب , يتقدّمُ خطوةً ثم يعود مرّة أخرى متخلّفاً

يُواري عن نبض الفؤاد من الحسرات بحاراً وأكوانا .

"" أمّي , هو الوداع يا أمّي !

كلّ آمال الحياة أراها الآن املاً واحداً

أملاً يتيماً يرتجفُ !

نعم يا أمي يرتجف

فهو الآخر يمثُل أمام محكمةٍ حكمت عليه بالموت !

ونُفّذ الأمر يا أمي , كاتِبينَ على قبره " حُلمي أن أضمّك الآن يا أمّي "

أمي ...

مات أملي الذي رجوتُ فيه كلّ الآمال ! ""

لم تنفعهُ حينها إلا كفـُّه يلملمُ فيها حفنةً من دموعه

ثم يضعُها مع بقايا رحيق الشّوق على باب الغرفة

ويوصيها بهمس : "" هلّا بلّغتم أمي سلامي ؟! ""





عادَ مرّة أخرى لقدره , يهبطُ السّلالم


واستوقفهُ الطابقُ الثّاني , فأخذ ينظرُ ويذكرُ أخواته الصّغيرات


ويسرحُ بخياله على هضاب الذّكريات , يُطعمها عشبَ الضّحكات و يسقيها من نبع الأخوّة .


و عاد يعلنُ للقدر استسلامهُ أخرى , فتابعَ نزول الدّرجات حتى وصل الشّارع


سار لا يسمعُ الكونُ إلا نُواح خطواته الباردة


كانت تنوحُ ترجوه أن يعود ....


ترجوهُ و ترجوه


لكنّ قسوة الحُكم أصمّهُ حتى عن سماع أنفاسه !


و رأى بين شوارع المدينة طفلاً يُداعبُ الأرصفَةَ و الجدران


يحملُ في يده كتاباً و على ظهره حقيبةَ الدّراسة


لم يتمالك نفسه حين ابتسم له


ولم يتمالك قلبُهُ نفسه من الصّياح تحت اعتصار كُلّابة الذّكريات له


كان سراباً رغم كلّ شيء


سراباً رأى فيه طفولتهُ البريئة - وربما - النّادرة !


ويرى خلف السّراب جيشاً يتوعّد بالكثير إن تأخّر عن الرّحيل !


كلّ سهامهم براها الحقد و الحسد


جعلوا رؤوسها الوفاء الذي أكنَّه لهم يوماً , حتى يكون - إن جاز التّعبير - شهيدَ الوفاء !


سارتْ به الخطواتُ بين الشّوارع حتّى شارفَ على تلك التّلة الصّغيرة ...

وقف هناك لحظات يردّد :

"" " إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله , و أعلمُ من الله ما لا تعلمون " ""

و التفت يميناً يُريدُ رؤية عروسه الصّغيرةَ هُناك !

رأى فيها كلّ براكين الكون تلتهب ثمّ تفورُ تفور

تُحرقُ وجهها الذي رعاهُ و سقاهُ سعادةَ القلب كيما يبستم ...

و كان هو الآخرُ يحترق

و يرمي - دون إرادة - حممَ الأسى في كلّ ساح !

رمقها بعين تخشى الوداع - و إن كانت تُمارسُهُ تلك اللّحظات - وقال لها :

"" سُكينةُ ما لقلبي في احتراقِ ؟!

وما للدّمع لا ينوي فراقي ؟!

وما للحزن أضحى فيّ جزءاً

يُلازمني يُبالغُ في عناقي ؟! ""

حينها رأيتُ الحديقة ترتمي وتفيضُ منها العبرات

بالله ... أرأيتُم يوماً أرضاً تبكي وتنتحب ؟!

كنتُ أظنّ " شهرزاد " تُجيدُ اختلاقَ الحكايا لسيّدها

حتى رأيت ما لو رآه سيّدها لاستغنى عن نديمته الحسناء

كان الموقفُ - في وصفي - حكايةٌ تسرُدُها خيوط الشّمس - التي بدأت تتسلّلُ - ألف عامٍ و عام دون أن تنتهي !




رمقتُهُ يُديرُ وجههُ و يخطو

تاركاً على تلك التّلال وشاحَ الحبّ تتنازعُهُ الريّاح

كلّ ريح تريده لها !

فتارةً أراه يروح يميناً و أخرى يطير ناح الشّمال .

بعد قليل رأيتُ الشّمس تبتسمُ كيما تلتقي به - كعادتها - في أحلى الصّور !

لكّنها ما لبثتْ أن رأتهُ حتّى فَتَرَتْ حرارتُها

و عادَ الصّباح تزأر برودتُه و تفترسُ كلّ مكان !

مدّت تلك أشّعتها تمسحُ عن عينيه بعض الدّموع

وتمسحُ بعضاً آخر و آخر ...

غيرَ أنّها أيقنّت أن حرارتها عاجزةُ أمام الدّمع الذي هاجرَ تلك الدّيار !

رأيتُ الدّمع على خدوده كالشُّعَراء !

وقفْنَ على مشارف مآقيه كأنها الأطلال يغزلنَ فيها القصائد ...

وتنظُرُ إليها بكل معنىً حواه التّاريخ لليأس

كأنّها هي الأخرى أيقنَتْ أن عينيه لن تبتسما بعد اليوم !

مرّ من هُنا يودّعُ

و مرّ من هناك - أيضاً - يودِّع

راسماً على صفحةِ الوفاء عروساً تُغري كلّ من يُفكّر يوماً أن يخون الذّكريات والوفاء ...

و تاركاً مع كلّ طيرٍ رآه رسالةً يحملُها بين خافقيه

كيما يوصلها إلى كلّ ذرةٍ لامسها يوماً ما

يعتذرُ فيها مسبقاً عن رحلة هجرٍ قد تطول !

كان يقول " قد تطول " و في قرارة نفسه يقينٌ أنها ستطول .

يقينٌ أن قلبَ أمّه الآن - و إن كانتْ نائمة - يبحثُ عنه هُنا و هناك ...

أنّ ريحانتهُ على شرفته قد أفاقت تنتظر إفطارها ...

أن الصّغيرات ينتظرن قبلة الصّباح ...

أن المكان ينادي ...

أنّ القلبَ يُنادي ...

أنّ الدّمع يُنادي ...

أن الصّخر يبكي و ينادي ...


أنّ الكون يُنادي .... لماااذا ؟؟!!!



لماذا ؟!




تمّت .

14 . 5 . 2008

قالوا ستسلوا








:: 1 ::


نارٌ هي الأحلامُ

تلهب فرحتي

تجتاحُ حتّى زفرتي

لكنها تجتاحه غولاً

يوزّع دمعتي

وإذا توزّعت الدّموعُ

تأكّدتْ " إنّ المدامع سيرتي ! "


:: 7 ::


نارٌ هي الأحلامُ

تحرقُ في يميني ألف دفترْ

تغتال حبر قصيدتي

وتعيد لي حزناً تعثّرْ

وتقول : يا هذا

تمهلْ

وتعيدُ : يا هذا

تعقّلْ

وتصيح : يا هذا

رويدك إنها الأيام تزأرْ

فاحرق معي باقي الدّفاترِ

واحترقْ

قد صرت ذكرى

إن وجدت على الزمان وسهله من قد تَذَكّرْ .


:: 12 ::


وأعودُ أنظر للوراءِ

أرى الزمان حديقةً

أواه ما بال الزمان على رموشي قد تسعّر

يا قوم هذا خيرهُ

ما باله في يوم أفراحي تسمّرْ

يا قوم هذا لحنهُ

ما بالهُ عند الصّباحِ

على أفانيني تكسّر

وتكسّرت حتى غصوني

والغصون إذا تكسّر قدُّها

فالعمر يا أحبابُ فُلكٌ

في بحار الخوف بعد أمانه المسلوب أبحَرْ


....


:: 18 ::


قالوا ستسلو

قلتُ أسلو فرحتي

قالوا ستسلو

قلتُ أسلو بسمتي

صرخوا سأسلو

قلتُ أسلو بعدها عيشاً لأيّامي الرّغيدة

ربّما أسلو منامي

أو تفاعيل القصيدة

ريما أسلو ضياءً

في السّماوات البعيدة

ربّما أسلو حياةً

والأغاريد الفريدة

ربّما أسلو يراعي

ربّما أسلو النجومَ

وريح " ذرعاتَ " المجيدة

ربما أسلو صباحاً

أو مساءاتٍ

وطير حديقتي

إن أطلق الألحان من عودِ الأماني

أو أضاء بلحنه ليل الحكايات الجديدة !

أما بأن أسلو الحبيبَ و صوتهُ

هذا سيحدُثُ

لا أماري

إنما في موقفٍ عند الحسابِ

ودونه هيهات أنسى ذكرها

والذّكرُ في قلبي أيا من يدّعي السُلوانَ

بحرٌ للقصيدة !



مهنّد ،، يا فارس الخيل الأخير

الجمعة، 20 يونيو 2008

في عزاء فقيدنا مهند - عضو منتديات إنشادكم



دمعي أزاح مدامع الخنساء

وصدى على رغم الجموع ندائي


أقفلت هذا اليوم باباً من لظى

ففتحتَ أبواب الحميم ورائي


إني ركبتُ قصديتي وأتيتكم

لكن أطلالاً تميتُ حُدائي


ألقيت في وجه السّماء قصيدةً

حتى سقتني حزنها كالماءِ


يا فارس الخيل الدموع حكايةٌ

قد أزمعت في غفلةٍ إشقائي


"قد كنت يا ابن الأكرمين إلى الضّحى

أدنى فَلِمْ عجّلت للإمساء ؟!!


قد كان وجهك آيةً تحكي لنا

سِفرَ الإخاء لدائها ولدائي !


قد كان حبّك وردةً جوريةً

جعلت من الصحراء أرض نقاء


إني أرى جمع الأحبة فارقوا

بفراقكم سعداً وعيش صفاء


"فقلوبهم في مارجٍ من ناركم

وعيونهم في مارج من ماء


يا أيها السّاري ليلقى ربّه

طالت لفقدك ليلةُ الإسراء !!


يا أيها الساري إذا نلت الحما

بالله سلّم قد فُديتَ دمائي


" كلّ المصائب كالجبال ولادةً

وتُحيلها الأيّام كالحصباء


إلا مصيبتنا بفارس خيلنا

تزداد ما مرّ الزمان إزائي


قد كنت أستاذاً وكنت لنا أباً

يا مشعل الأبناء والآباءِ


لولا يقيني بالإله وحُكمه

وتهجدي وتوجّدي ودعائي


كنت اعترضتُ على السّماء وحكمها

فأنا ضعيفٌ من بني الضُّعفاء


لكنها أقدار ربي ما لنا

إلا الدعاء إذا همت أعبائي


يا رب لطفك قد فرشنا روضنا

حزناً فصارت مرتع البؤساء


قد حلّ ضيفٌ ساحكم وعزاؤنا

كرمٌ من الرّحمن للنزلاء


يا من رحلتَ أرى السماء كئيبة

وكأنها الخنساء للأمراءِ


قالت وصوتُ نحيبها تشدو به

أطيار طيبة , أين بعضُ سمائي ؟!


هل تحتوي أرضٌ سماءً أم تُرى

نجمٌ يضمُ التربَ في البطحاء ؟!!!


أنتَ الهلال و لن تغيبَ لأننا

نرعى الهلال بنظرةِ الورقاء


ما كنتُ يوماً للوفاء بناقضٍ

عهداً ولا بلغ الوفاء وفائي !

أماه ما ذنبي !

قلبُ الصفى يبكي حزناً لمأساتي
والنّارُ لا تنوي هجراً لجنّاتي

والرعدُ في ليلي يروي لنا قصصاً
من الجراح ولا نورٌ بساحاتي

همِّي يُحدثني بأن فرحتنا
قد سافرتْ زمناً لتسودَ آهاتي

قد كنت من صغري أسعى إلى شرفٍ
أرقى إليهِ وأُلقِي عنده ذاتي

ما كنتُ أحسبُ أنَّ الناس مترعةٌ
بالحقد , يومَ رأوْ تيسيرَ حالاتي

يا من لها في القلب خيرُ منزلةٍ
وبعدها لهبٌ يقتاتُ محياتي

ومن لها يشدو شعري , ويذكرُها
وجدانيَ الملتاع في كلِّ حالاتي

لو تعلمين أيا ريحانةَ الوادي
بالموجِ يقذفني شطرَ الجراحاتِ

بالليل أسهرُه والقلب في وجلٍ
من شرِّ ليلتيَ الحمراء والآتي

أمّاهُ ما ذنبي لأذوقَ من وغدٍ
مُرَّ الحياة وأحيا عبد مأساتي ؟

وحدي أقاسي يا أمّاهُ ما فعلوا
ويرتعونَ بمالي - هم – وخيراتي

وحدي أبيت على الأحزان مفترشاً
جمر الغضى , وظلام اليأس مِشكاتي

وحدي ودمع العين صار منتفضاً
وسمهم يسري يستلُّ عزماتي

* * * * * *

قد أتقنوا مكراً , ويحيقُ مكرهمُ
بأهله , وأنال أجر حسَراتي

وأعودُ يا أمي والقلبُ في شغفٍ
لحضنكِ الدافي وللمسرّاتِ

وأعودُ تحملني ذكرى ممزَّقةٌ
لتُرّقِّعي الذكرى فتعودَ لي ذاتي

وأقبّلُ القدم العفراء في ولهٍ
ويغيبُ عن ليلي رعدُ الجراحاتِ

وأعود أخلع في خزن الأسى همي
وتستريح إلى الماضي عذاباتي

وأعود أسكن في قصر الهوى ملكاً
ويعود في قلمي حبر المسرّات

وتعود أشعاري بالسعد تطربني
تحكي المنى بيتاً من وحي أبياتي

عروس البحر " غزة "

الأحد، 8 يونيو 2008

حين تُظلم الدنيا في وجوههم رغم نورها الساطع
حين يغدو البحر وحشاً وطالما كان حسناء تبتسم لهم
حين يهرب الفرح هرباً من ثنايا الوجوه
تجد الأقلام تمطرهم حروفها
وترى القصائد تواسيهم ببحورها
وتضحك لهم الأوراق وهي توقن أنها لا تفيد
لكن لتكون واقفة شاهدة على مأساتهم
إلى الأبطال في غزة
إلى الأمهات في غزة
إلى الرجال الرجال
إلى القادة في غزة
إلى الأشبال
إلى غزة
إلى عروس البحر
ضمن حملتنا المباركة " ولا بد للقيد أن ينكسر "








أَزْجَيْتُ حِبْرِيْ فِيْ اليَرَاعِ مُشَـرَّدَا

وَرَسَمْتُ وَجْهَكِ فِيْ الدَّفَاتِرِ مَوْعِدَا


وَتَرَكْتُ قَلْبٍيْ نَحْوَ عِزِّكِ يَـمْتَطِيْ

فَرَسَ اشْتِيَاقٍ لَا يُرَدُّ عَلَىْ المَدَى


يَــا غَزَّةَ الأُمَنَاءِ وَالشُّرَفَاءِ يَا



نَجْمَ الشَّآمِ لَهِيْـبُ نَجْمِكِ أُوْقِدَا




يَا
غَزَّةَ الشُّهَدَاءِ , كَمْ بَطَـلٍ أَتَى



مِنْ أَرْضِكِ الحَمْرَاءِ ثُمَّ اسْتُشْهِدَا


لَا تَجْزَعِيْ فَالظَّالِمُــونَ كَغَيْمَةٍ


غَيْمَاءَ تَمْضِيْ فِيْ السَّمَاءِ تَبَدُّدَا


لَا يَا عَرُوْسَ البَحْرِ سَيْفُكِ مَا نَبَا


وَبِنَاءُ عِزِّكِ بِالشُّمُوْسِ تَمَـجَّدَا


هَذِي القُلُوبُ يُثِيْرُ بَرْدَ دِمَائِــهَا

مَا قَدْ جَرْىْ , وَتُحِيْلُ طَرْفَاً أَرْمَدَا



تَشْتَاقُ وَصْلَكِ يَا عَرُوْسُ وَتَرْتَجِي



مِنْ رَبِّهَا كَشْــفَ الحِصَارِ تَعَبُّدَا


يَا غُرّةَ الآمَالِ صَوتُكِ فِي الفَضَا


لَحْنٌ أَتَــى سَمْعَ الزَّمَانِ فَرَدَّدَا


سَيُطِلُّ فَجْرُكِ ضَاحِكَاً وَالليْل يـا

أَحْلَى العَرَائِسِ رَاحِلٌ مَهْمَا عَدَا





هنا القصيدة بصوت الأخ shadow


 
almaidany - by Templates para novo blogger 2007