:: ترنيمَةٌ غزّاويّـة ::

السبت، 3 يناير 2009


أشرَقتْ عليهمُ الضّياءُ , لا كمَا كانتْ تُشرقْ
ضبَابُ الغدرِ كان يُخفي في بيَاضِهِ وجعَ الصّباح
و آهاتٍ
و آهاتٍ ويحَ قلبِـي تُوجعُ الصّفا لوما أحسَّها
حدّثتهُم السّماءُ بأبجديّة النّار
و هُم على نارٍ و ألف نار
نارُ الحصار تُخنْدِقُهُم
و نارُ الجوعُ تأجّج بينهم
و نارُ السماءِ , يا لنارِ السّماء !!
ألا ما للأطفالِ غزّة ؟
ما للشّيوخ غزّة ؟
ما صياحُ الثكالى يا غزّة ؟
ما دموعُكِ ابنةَ هاشم ؟!
غزّة , أجيبي !
ياا غزُّةُ أجيبي !!
ضحكَتْ صباحاتُ السّماءِ لهِيبَا
و غدَا السّلامُ على الجموع غريبا
و تعثّرَ الوعدُ الجميلُ فجُرَّحتْ
بسمَاتهُ , و عدَا إليّ نحيبَا
لم يبْلغِ الحُلُمَ السّلامُ , و إذْ يدٌ
وأدتهُ كي ينمُو السّلامُ حروبا
حتّى الشّتاء أهلَّ يسقينا اللّظى
سُقيا , و نشربُ خيرهُ ترطيبا !
هذي حصادات السّكوتِ , كأنّما
صُغتمْ دماءَ الخائفينَ صليبا
.
و جلستُ أنظرُ للضّحايا
هذه
فقدتْ فتاها
هذه
فقدتْ أباها
هذهِ
فقدتْ حِماها
كلّ غزّة تشتكي فقداً أتاها
.
قلّلي بربّكَ
أينَ أربابُ الدّيار ِ
يقلّبون الحُزنَ آمالاً و طيباً ؟!!
جبنوا و ربّي يا رفحْ
يا وردةً تبكي
فتذرفُ أعينُ الأقلام أشلاءَ الفرَح
تسطو على نوم الصّغارِ
فتسرقُ الأحلامَ
و الآمالَ
و الأنغامَ
منكِ على وضَحْ
.
إيهٍ رفَحْ
ما للصّغارْ ؟
هربتْ طفُولتُهم
و شاخَ الحُزنُ و اتّكأ الجدارْ !
و الطّفلْ
يغفو على أرضِ الدّيارْ
و لربّما
بل ربّما نامت ْ على الطّفلِ الدّيار !!
.
إيهٍ رفَحْ
يا لؤلؤَ البحرِ العتيقْ
يا قُبّةَ الأمجادِ
هل خانَ الصّديق ؟
عبّاسْ
عبّاسْ
عبّاسَ نامَ
فمزّقي الأوتارَ قد خانَ الصّديقْ !
و تجمّعي عندَ الحدودْ
آهٍ و ما بالُ الحدودْ ؟!!
و تجمّعي عند الحدُودِ
فموعدٌ قد آنَ تكتُبهُ الخلودْ
إمّا الشّهادةُ يا رفحْ
أو نصرُهُ
و اللهُ أوفى للعُهُودْ
لا قرّ للجبناءِ جفنٌ
من أبيبَ
إلى الشآم
إلى المحيطِ
إلى ثمودْ !
و النّصرُ قد أضحى قريبا .


إلقاء بسيط ,,

حمزة الميداني
27.12.2008

1 التعليقات:

داعية الغد يقول...

السلام عليكم..

لم أقرأ لك إلا عدة كتابات ولكني أجدها مميزة جداً (ماشاء الله )

لن أزيد أو أعلق على ماكتبت فلن تزيد كلماتي شيئاً
اللهم انصرهم ,اللهم فك الحصار عنهم..


جزاك الله خيراً..

 
almaidany - by Templates para novo blogger 2007