إلى البراء

الجمعة، 2 مايو 2008



سألتْ دموعِي أين من نهواهُ ؟ ... وإلامَ نحرَمُ من رحيبِ لقاهُ ؟

سألتْ دموعِي , والجراحُ كثيرةٌ ... والقلب تغلِي في الشِّغافِ دماهُ

سألتْ دموعِي , ليتها دريَتْ بما ... يغشَى الجريحَ , وما أصاب عراهُ

فأجَبتُهَا , والنارُتلهِبُ مهجتِي ... والقلبُ بالآلام صار غذاه

يا دمعةً ما كنتُ أحسبها على ... خدَّي تسيل لأجلِ من أهواهُ

يا دمعةً سارت تفسِّرُ لوعتِي ... وتترجمُ الحزن الذي أحياهُ

يا دمعةً عزفَتْ على وتر الأسَى ... لحنَ الجراحِ , وسمعنا يغشاهُ

ما للجراحِ تعذِّبُ الحلم الذي ... منَّى الفؤادَ بفرحةٍ ترعاهُ ؟

ما للسعادةِ غرْغَرَتْ وتوسَّدَتْ ... رمسَاً تواري فيه ما ننخَاهُ ؟

ما بالُ قلبِي يا دموعُ تساقطتْ ... أوراقهُ وشكى ضياعَ مُنَاهُ ؟

قولِي بربك ما الذي قد حلَّ بي ؟ ... وإلامَ يركعُ فجرنَا لدُجَاهُ ؟

سكتتْ دموعي , حاولتْ نطقاً فما ... ألفَتْ حديثاً يستفيضُ شذاهُ

وعذرتُهَا , فالخطبُ أعظمُ منزلاً ... من أن يحلَّ بدمعتِي بلواهُ

رحلَ الشقيقُ , فما أطيقُ وراءه ... عيشاً , ولا أسْطِيعُ وصل سناهُ

ما كنتُ أحسب أن غصن وصالِنَا ... يذوِي , وأنَّ السهمَ طاشَ مداهُ

ما كنتُ أحسب حين كان يضمُّنِي ... أني سأُحرمُ قبلةً بشفاهُ

ما كنتُ أحسب حين أسمعُ صوتهُ ... أني سأُحرمُ شدوهُ وصداهُ

ما كنتُ أحسب حين يضحكُ أننا ... نبكِي عليهِ , وأننا ننعاهُ

عزَّيتُ فيك أيا براءُ أحبَّةً ... ومساجداً فقدتْ عليلَ صداهُ

عزَّيتُ والدَنا , وأمَّاً دمعهَا ... غسلَ الخدودَ , ووادياً تهواهُ

عزَّيتُ نفسي يا براءُ وما لها ... بعدَ الرحيلِ من السُّعُودِ مياه

لغةُ الجراحِ ألِفتُها , ونظمتُها ... شعراً يواسِي خافقاً ناداهُ

تمضي إلى دار الخلودِ ومثلنا ... في اللهو قد خُضْنا ظلامَ دُجاهُ

تمضِي إلى هدفٍ سما بجهادِكِم ... ونظَلُ في خذلاننا نرعاهُ

أقبلتَ والآمالُ جدُّ عريضةٍ ... وعليكَ يا ربَّ الورى تُكْلاهُ

فيك البطولةُ يا براء تجسَّدتْ ... وإلى الإلهِ مضيت , كم تهواهُ!

فلعلَّ ربي أن يمنَّ بجمعنا ... في ساحة الأبطال يا أخواهُ

0 التعليقات:

 
almaidany - by Templates para novo blogger 2007