أبــكــــي

السبت، 19 أبريل 2008


أبكي ويبكي كلُّ ما حولي معي

وتزيدُ ذكراكم حرارةَ أدمعي


يا غائبين عن الفؤاد وطيفهم

سكن الصميم من الفؤاد وأجمعي


يا ساكنين من الفؤاد حشاشتي

لو تسمعون تأوّهي وتوجّعي


وتنهّدي مِلء الفضاء , ولوعتي

ناراً تصعّدُ في جوىً متصدّعِ


يا ظاعنين عن الدّيار وقد غدت

من بعد نضرتها كقفرٍ بلقعِ


.
الليل طالَ وطالَ بُعدُ أحبّتي

والشّوقُ في جنبي يحرّقُ أضلعي


والحزنُ وشّى كل ما حولي ولم

ألقَ المواسي في الفراق الموجعِ


والهمُّ غطّى مهجتي وكأنّهُ

ليلُ الكروب نجومُهُ لم تطلعِ


فإذا النهارُ ظلامُ ليلٍ حالكٍ

وتضيقُ ساحاتُ الفضاء الأوسعِ


.


ما للربيع وقد تناهى حُسنهُ

وكأنه من حسنه لم يُمرعِ ؟!


ما للوجوه تغيّرتْ قسماتُها

وتوارت البسماتُ خلفَ الأدمعِ ؟


ولّت نضارةُ كلّ حسنٍ بعدما

غابتْ هوادجهم ولمّا ترجعِ


.


يا من فراقهم أقضّ مضاجعي

وبعادهم مثلُ السّيوف الشّرّعِ


ما كنتُ يوماً سالياً عهد الوفا

ءِ , وفي هواهم لم أكن بالمدّعي


.


أبكي فيبكي من تولُّهِ مهجتي

صمّ الصخور وتستجيبُ لأدمعي


وأنوحُ في ليل الضّنى فتُجيبُني

ورْقُ الحمائمِ في المصاب المفجعِ


ناديت لم أسمع سوى رجع الصّدى

وعلا النّداء ولم أجد من مُسمَعِ


يا قلب ودّع للصفاء وللهنا

ولذيذ نومك يا عيوني ودّعي


.


يا نسمةً مرّت وفي طيّاتها

نَفَسُ الحبيب إلى فؤادي أسرعي


أنت الطّبيب إذ الفراق أمضّني

أنت الشفاء وفيك بُرء مواجعي


لو كنتُ أملك كالطيور جناحها

لركبتُ متن السّحب لم أتورّعِ


ومع الصباح مرفرفاً حول الهوى

لأحطّ أرض رياض حبّ أروعِ


فأرى أحبّائي وتُروى غُلّتي

والعيشُ يصفو بعد طول تلوّعِ


.


إني دعوتُك يا إلهي راجياً

أنت الغياثُ , إلى رحابك مفزعي


يا ربُّ فرّج كربتي وتولّني

باللطف وارحم ذلّتي وتضرُّعي


أسبل عليّ سحاب جودٍ واحبني

فضلاً يفيضُ من المعين الأرفعِ

2 التعليقات:

غير معرف يقول...

ما شاءالله

قصيدة أكثر من رائعة

Hena_SRK يقول...

أبدعت يا حمزة كما عهدناك دائماً
أشتاقت بسملة لأميرها المنفي ...!

 
almaidany - by Templates para novo blogger 2007